الأحد، 1 ديسمبر 2013

الأمور التي ينبغي على الزائر الإلتزام بها وجعلها شعائر حسينية


من الأمور التي ينبغي على الزائر الإلتزام بها وجعلها شعائر حسينية كالأتي :
1. لابد للزائرين الكرام ولأصحاب المواكب من قصد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بنيّة صادقةٍ خالصة له في أعمالهم فالناقد كما نعلم بصير، والبركات والفيوضات والرحمات الكثيرة تكون مترتبة على مثل هذه النيّة الخالصة.
2. زيارة الحسين (ع) ومجالس الحسين (ع) إنما هي في واقعها ذكرٌ لله تعالى، وإنما اكتسب الحسين (ع) الخلود بحقيقته لأنه قدّم أعلى صور العبودية لرب العالمين، وهي الفداء بالنفس والأهل والأصحاب وبالغالي والنفيس، وعليه فعند الشروع بالزيارة أو الدخول في مجالس الحسين (ع)، لابدّ من احترامها وتوقيرها وذلك بالتسمية والطهور الجسماني والروحي واستحضارها روحيّاً وقلبيّاً بكل قيمها ومعانيها وبالإستغفار والذكر والتسبيح والصلاة على محمد وآله الطاهرين، والبكاء أو التباكي على الحسين (ع)، فعن الإمام الرضا (ع) أنه قال ما مضمونه: (البكاء على الحسين (ع) يحطّ الذنوب العظام) وأن نعيش الأجواء الحزينة التي تثير عندنا الدمعة.
3. في حالة عدم البكاء ونزول الدمعة أي حصول قسوة القلب، فلنبحث في أنفسنا عن الأسباب الموجبة لذلك ونعالجها فقد ورد عن الإمام علي (ع) أنه قال ما مضمونه (ما جفّت الدموع إلاّ لقسوة القلوب وما قست القلوب إلاّ لكثرة الذنوب)
4. إقامة الحداد على سبط النبيّ محمد (ص) الذي كان يؤذيه بكاءه وهو صغير، وأن نحوّل هذه الأيام إلى أيام شحن فكري وعقائدي وعبادي وعاطفي وتحريك النفس إلى المنهج الرّباني الذي كاد أن تضيع معالمه بسبب أعمال الظالمين وعزل الأئمة (ع) عن مواقعهم.
5. أن نخرج من أيام الموسم (أيام محرم وصفر) بالتوبة الصادقة، إقلاعاً عن الذنوب والمعاصي وتشديداً لمراقبة النفس والحفاظ على هذا المكسب وهو التوبة الخالصة. فإن الذي أعطى الإمام الحسين (ع) هويته المتميزة هو الذكر الإلهي في كل مراحل حركته المباركة بما في ذلك ساعة عروج روحه إلى الملكوت الأعلى، ومع الأسف الشديد فإن الكثيرين يفرطون بسرعة بالمكاسب التي اكتسبوها بمجرد خروج الموسم، مما يؤدي إلى عِظم الحسرة لصاحبها في يوم القيامة.
6. لابد للزائر أن يشعر شعوراً حقيقياً بحضور الإمام المعصوم (ع) معه في كل مكان وزمان وفي كل حال فإن للمعصوم (ع) عنايته وإشرافه الخاص على الناس في حياته وبعد مماته، لأن الشهداء أحياءٌ عند ربهم يرزقون (فيسمعون الكلام ويردّون الجواب) فكيف بالحسين (ع) وهو إمام الشهداء وسيد الشهداء.
7. ان بعض الزائرين يكون زائراً طلباً لقضاء حاجةٍ من حوائجه. فيدخل في باب المقايضة مع رب العالمين. والحال أن الهدف الأساس للزيارة هو التذكير بالله تعالى وبما أراده أمراً ونهياً، وهي الأهداف التي قام ونهض الإمام الحسين (ع) وقدّم نفسه الزّكية من أجل تحقيقها، فيجب أن يكون شعارنا وهدفنا (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً)
8. أيها الزائر الكريم إن المعزّى في هذا الموسم بالدرجة الأولى هو بقية الله في أرضه وحجته على عباده ولي الأمر وصاحب العصر والزمان الإمام الحجة المهدي المنظر (عج) فتذكّر أنه معك في كل مكان وهو يعرفك وأنت لاتعرفه وتُعرض عليه أعمالك وأقوالك وتصرفاتك، فكن عند حسن ظنّه بك وأدخل على قلبه البهجة والسرور بالتزامك وحسن تصرّفك، وحاول استحضار درجة الحزن والألم الذي يعتصر قلبه الشريف بهذا المصاب العاشورائي الأليم وهو الخبير بما جرى على جدّه الامام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه، وكن مواسياً له بالحزن والأسى والألم واللوعة والبكاء والخضوع والخشوع والإنابة لله سبحانه وتعالى.
9. قد ينظر البعض إلى أن واقعة الطف وما جرى فيها وكأنها حادثة حدثت وانتهت، فلماذا الاستمرار بإحيائها في كل عام؟ والحال إننا مأمورون بإحيائها على مدى الأيام والسنين مهما طالت، وذلك بالتأسي بالنبي الأكرم (ص) وبأهل بيته الكرام (ع) ومنهم سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، وذلك رفضاً للظلم والطغيان، وذكراً لله تعالى، وفناءاً في العقيدة، واستقامة في جهاد الأعداء، وبصيرة في فهم حدود وقيم الشريعة الإسلامية ولذلك فإن الحادثة تتجدد مع مرور السنين والليالي والأيام وتبقى ما بقي الدهر.
كذب الموت فالحسين مخلد                          كلما اخلق الزمان تجدد
10. على الزائر الكريم أن يلتفت إلى تنوّع واختلاف العناصر التي شاركت في واقعة الطف الكبرى فمنهم الإمام كالإمام الحسين (ع) ومنهم المأموم ومنهم الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر الأسدي (رض) ومنهم الطفل الرضيع كعبد الله الرضيع ومنهم الشباب في ريعان شبابه كعليّ الأكبر ومنهم الصبيّ اليافع كالقاسم بن الإمام الحسن (ع)، ومنهم الأبيض ومنهم الأسود كجون مولى أبي ذر ومنهم المسلم ومنهم المسيحي كوهب، ومنهم الرجال ومنهم النساء كأم وهب وغيرها. ومنهم النساء اللواتي شاركن في المعركة، ومنهن من شاركن بعد المعركة كعقيلة بني هاشم بطلة كربلاء زينب الكبرى وباقي بنات الوحي والرسالة، وهكذا تعددت النماذج والأنواع المختلفة، أليس في ذلك دروس للجميع وأن التكليف لا يختص بفئة دون أخرى وأن الله سبحانه وتعالى يريد منا جميعاً على اختلاف أجناسنا أن يكون كل واحد منّا رافعاً للواء الحق ولواء التوحيد ولواء رفض الظلم في كل زمان ومكان ولذلك قيل (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء).
11. جعل المواكب الحسينية مكاناً حقيقياً للعزاء والحزن والبكاء وإحياء الشعائر الحسينية والابتعاد واجتناب كل ما لا يناسب ومكانة وقداسة الإمام الحسين (ع)، مثل اللغو أو الضوضاء أو المفاخرة أو التكبر أو الضحك أو الفحش في القول أو المزاح بشكل غير لائق أو الثرثرة أو اللغط أو الكلام الفارغ أو غير ذلك
12. عدم السماح للجهات الحزبية والفئوية والطائفية والتكتلات السياسية أن يسيسوا المواكب والشعائر الحسينية، وجعلها حسينية دينية خالصة لاغير
13. التحلي بالوقار والهدوء والسكينة والانشغال التام بذكر الله سبحانه وتعالى والتسبيح والصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين والدعاء بتعجيل الفرج للإمام الحجة المهدي المنتظر (عج) والاستغفار المستمر والتوبة النصوحة الصادقة الخالصة
14. التعامل مع الآخرين بأقصى غايات الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة الحسنة من التعاون والتسامح والاحترام المتبادل والمحبة والإيثار والكلام الطيب والسلوك اللين ودماثة الأخلاق والصبر والتحمل وسعة الصدر (فإنما المؤمنون إخوة)
15. تقديم العون والمساعدة لكل من يحتاج إليها من كبار السن أو العجزة أو النساء أو الأطفال أو الضعفاء أو المعاقين أو المتعبين وغيرهم (وتعاونوا على البر والتقوى)
16. عدم الخوض بالنقاشات والجدالات والنزاعات الفارغة الجوفاء التي ليس منها طائل ولا فائدة أو الخصومة الطائفية أو الحزبية أو الفئوية أو العرقية أو السياسية التي تثير الأحقاد والضغائن والإحن والفتنة بين الناس بينما يكون الكلام بكل ما ينفع وفيه خير وهدى
17. الالتزام التام بالهدوء والنظام وضبط الحركة بشكل دقيق وصحيح والالتزام بإطلاق شعارات حسينية زينبية فاطمية علوية دينية هادفة لاغير
18. الحذر كل الحذر من المشبوهين والمندسين والارهابيين ومن يريدون الكيد والإساءة إلى الزائرين الكرام أو الاعتداء عليهم أو إيذائهم أو تفريقهم أو تضليلهم أو تفجيرهم
19. الاهتمام التام بأداء الواجبات الدينية الشرعية بالشكل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى وأداء الصلاة بشروطها وفي أوقاتها وعدم التهاون والاستخفاف بها، (ليس منّا مستخف بالصلاة) وأفضل مثال ونموذج وقدوة وأسوة هو الإمام الحسين (ع) حيث لم يترك الصلاة في يوم العاشر من محرم بل صلاها في وسط نار المعركة ولهيبها.
20. ترك جميع المحرمات ومنها الغيبة والكذب والبهتان والنميمة والفحش في القول والتفاخر والاتهامات الباطلة والاعتداء على حقوق الآخرين المادية والمعنوية وكذلك عدم النظر إلى ما حرّم الله من زينة النساء، وعدم عقوق الوالدين أو خيانة الأمانة أو التصرف في أموال الغير من الأموال العامة والخاصة أو الاستماع إلى اللهو من طرب أو غناء أو موسيقى او غش أو كذب أو عدم الإخلاص في الأعمال أو الرياء أو العجب أو التكبر أو غير ذلك من الصفات الذميمة والأفعال المشينة. ومن الضروري الاهتمام في عدم الاختلاط والتلامس المحرّم مع النساء الاجنبيات في حالات الازدحام الشديد
21. جعل إقامة الشعائر الحسينية سبب أساس ومهم إلى توحيد الكلمة ولم الصفوف وتراص الأفراد والتماسك والتلاحم والاتحاد ونبذ الفرقة والعداء والتناحر والتطاحن والتشاجر والتشاحن والتباعد
22. الاهتمام بجودة ونوعية الطبخ وعدم الإسراف والبذخ في صرف الاموال والإكثار من طبخ وتجهيز الطعام اكثر من اللازم وخاصة عندما يكون الطبخ بنوعية غير جيدة مما يؤدي إلى إلقاءه على الأرض مما يؤدي إلى هتك حرمة النعمة.
23. ينبغي اصطحاب رجال الدين في المواكب وتهيئة المجالس لهم ودعوتهم لإلقاء المحاضرات والتوجيهات الدينية النافعة وكذلك إقامة صلاة الجماعة في أوقاتها وقراءة زيارة الحسين (ع) المخصوصة في هذه المناسبة.
24. عدم التدافع والتزاحم أو إزعاج الزائرين في الحركة وعدم رفع الصوت أثناء قراءة الزيارة أو الدعاء
25. على الزائرين التأكد من صحة وضوئهم وأغسالهم وصلاتهم وقراءتهم فإنها أساس للعبادات فمع عدم صحتها تبطل الصلاة، وتكون لا قيمة لزيارتهم للإمام الحسين (ع)
26. من يقصد السفر بقطع المسافة الشرعية وإن كان مشياً على الأقدام، فيجب أن تكون صلواته الرباعية قصراً لاتماماً.
27. على الزائرين الكرام المبادرة إلى السؤال عن أمور دينهم والاستفسار عن الأحكام الشرعية التي تواجههم في الطريق من رجال الدين المعتمدين في مكاتب الحوزات العلمية على طول الطريق
28. على النساء المؤمنات السائرات إلى كربلاء أن يجعلن زينب (ع) قدوة حسنة ومثلاً رائعاً لهنّ وأن يحافظن على كرامتهن وشرفهن وعفّتهن وحجابهن، وأن يكنّ مثالاً في الحياء والحشمة والاجتناب عن كل ما ينافي عفتهنّ وأن يكنَّ متضرعات إلى الله تعالى وأن يشغلن أنفسهن على طول الوقت والطريق بذكر الله تعالى والتسبيح والتحميد والصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وأن يُظهرن الحزن والأسى على مصاب الحسين (ع) وتذكّر المظالم التي تعرّض لها الامام الحسين (ع) وما جرى على بنات الوحي والرسالة من ذل الأسر ومهانة السبي وحرقة ولوعة الجوع والعطش والهوان.
29. على الزائر أن يُحضر ويستشعر حب الله تعالى في قلبه في كل لحظة من لحظاته فإن الامام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه لم تكن تلك المواقف العظيمة منهم إلاّ حباً لله تعالى، وما كانت تلك التضحيات العظيمة لتهون وتصغر في نفوسهم إلاّ لأن حب الله كان عظيماً وكبيراً في نفوسهم، فمن أراد أن يحيي شعائر الحسين (ع) فليبدأ أولاً وآخراً باستحضار حب الله تعالى في قلبه بأقوى ما يمكنه.
30. على الزائر الكريم أن يكون متوكلاً على الله سبحانه وتعالى بأقصى غايات التوكل عليه، حيث أن الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الكرام كانوا متوكلين على الله سبحانه وتعالى ولم يعبأوا مع قلة عددهم بكثرة عدوّهم بل استهانوا بهم واعتصموا بحبل الله وتوكلوا عليه ووثقوا به، فكان النصر المعنوي حليفهم.
31. على الزائر الكريم أن يتبرأ من الظلم والظالمين وعدم الركون إليهم ويجب مقاطعتهم نفسياً وفكرياً وعقائدياً وعدم التبرير لأعمالهم وعدم الانسياق خلفهم وعدم تكثير سوادهم، وإذا لم يكن التبرّي منهم بالفعل أو القول فعلى أقل تقدير أن يتبرأ منهم قلبياً، لأجل أن يحصّن نفسه من الوقوع في الظلم ولأجل أن لا يكون مع الظالمين (ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)
32. على الزائر الكريم أن يوطّن نفسه على التضحية والفداء ونكران الذات والاستعداد التام والدائم لتقديم القرابين في سبيل المبدأ والعقيدة، ورفض مبدأ المهادنة والمداهنة والاستسلام والخنوع والسكوت وإنما يسلم دين الله ويستقيم بالتضحيات وكما فعل الامام الحسين (ع) ولسان حاله يقول:
إن كان دين محمد لم يستقم                          إلا بقتلي ياسيوف خذيني
33. على الزائر الكريم أن يكره ويرفض الباطل مهما كان شكله ونوعه وأينما كان ومهما امتلك من الأسباب المادية من حيث العدّة والعدد، فإن الامام الحسين (ع) كره ورفض الباطل وأراد أن يبني في وجدان المجتمع وفي فكره وسلوكه وطقوسه مبدأ كُره ورفض الباطل
34.على الزائر الكريم أن يوطن نفسه على نصرة أولياء الله في كل الحالات وفي أصعب الظروف كما فعل أصحاب الامام الحسين (ع) وقد نصروه في أصعب الظروف وإلى حد الفداء بالنفس ونيل الشهادة
35. على الزائر الكريم أن يوطن نفسه على نصرة البسطاء والمستضعفين والدفاع عنهم وإنقاذهم من سيطرة وهيمنة المستكبرين والمتسلطين، كما فعل الامام الحسين (ع) واصحابه
36. على الزائر الكريم أن يكون كريماً عزيز النفس متصفاً بصفة الإباء والشمم ورافضاً الخنوع والخضوع وعدم الانقياد إلى الظلم والظالمين وأن يأبى الهوان والذل وأن يكون نموذجاً للشعار الذي أطلقه الامام الحسين (ع): (هيهات منّا الذلة). وأن يدافع عن عزة وكرامة الدين والمؤمنين.

0 التعليقات :

إرسال تعليق